التجربة السوماتية

طريقة العلاج Somatic Experiencing

معناها الحرفي “التجربة الجسدية”، وهي طريقة علاج النفس المضطربة من خلال ما يحتويه الجسد أو ما قد اختزن فيه من مشاعر وأحاسيس جسدية بسبب حدث سلبي صادم مرّ به الشخص ولم بستظع حينها التعامل معه كما يجب، إذ تعرّض لخطر حقيقي على حياته أو سلامته دون أن يستطيع الهرب أو الهجوم الدفاعي وبقي للحظات أو دقائق أو ساعات محبطاً وعاجزاً عن فعل أي شيء. مثلاً في جبهة القتال أو في  حالات الاغتصاب، أو حوادث  طرق أو مهاجمة حيوان أوأي حدث اخر فيه تهديد لسلامة الشخص الجسدية أو النفسية ( حتى لو كان أقل عدوانية ) لكنه يترك أثراً سلبيا على حياته  فتصبح  ردود فعله غير متناسبة مع أحداث الحياة اليومية ، مثل ضغط نفسي أو أحداث ليس لها علاقة  في الماضي.

لذا تستعمل هذه الطريقة في العلاج من الصمات النفسية لدى الكبار والصغار على حدٍ سواء وهي طريقة علاج حديثة نسبياً ، أسسها باحث  أمريكي في علم البيولوجيا وعلم النفس، يدعى بيتر ليفين وهو مؤسس ورئيس منظمة تمكين الإنسان (FHE)، وقد وجد هذا الباحث أن الحدث الصادم يؤدي إلى تزويد الجهاز العصبي (اللاإرادي)  بالطاقة من أجل التعامل مع خطر قادم  ويقوم الجسم برد الفعل الأسهل بالنسبة له فإما الهرب أو المواجهة من أجل البقاء ولذا تسمى هذه الحالة بصراع البقاء. فإذا نجح الشخص بالتغلب على خذا الخطر، تتحرر هذه الطاقة بشكل طبيعي بعد مرورالحدث. لكن عندما يحدث قمع خارجي أو داخلي لهذا السلوك الغريزي،  أي يمنع الهرب أو الدفاع  تبقى هذه الطاقة المشحونة داخل الجسم  وتؤثر على الجهاز الحركي والشعوري بشكل سلبي و تتحول مع مرور الزمن الى أعراض جسدية عصبية تسمى أعراض ما بعد الصدمة  (PTSD) أوكثيراً ما تصبح أنماط  سلوكية شخصية على أحداث كثيرة سلبية أو ضغوطات نفسية في حياته عموماً.

تعلم الطريقة كيفية التعرف على الأحاسيس المحسوسة (felt sense) وتتعامل مع التحرر التدريجي للطاقة المحتجزة وتغيير أنماط الاستجابة الثابتة. يتم التركيز بشدة على التوازن بين تعزيز موارد الشخص وبين معالجة الذكريات الصادمة.

تركز عملية العلاج على تعزيز وتأسيس مخزون الموارد الفردية للشخص، بناءً على الفهم بأن هذه الموارد هي الغذاء لآلية الشفاء العضوية للجسم وهي التي يمكن أن تمنح الشخص الصلابة اللازمة للتعامل مع التوتر المتراكم وتحريره من الجسم.

تسمح الطريقة بإعادة تأهيل القدرة على التنظيم الذاتي، مما يتيح:
أ. الوقاية من إعادة إحياء الصدمة وتراكم الصدمات والذي يؤدي إلى تفاقم الأعراض، مثل الغضب الشديد ، العصبية، العنف وروح الانتقام، أو الانعزالية ، التقوقع والاكتاب.

ب. الوقاية من الصدمة الجماعية التي تعزز الاستقطاب في المجتمع وتحافظ على الصراعات الاجتماعية.

ج. يسمح التركيز على الأحاسيس بتنشيط قدرة الجسم الطبيعية على الشفاء وتحرير الشحنات السلبية للحدث  الصادم وإعادة الاتصال بقوى النمو والتطور والشفاء.

علاج الصدمة النفسية ضروري ومن أهم أسس الصحة النفسية

تشير دراسات مختلفة إلى فعالية طريقة التجربة السوماتية في علاج مجتمعات من البالغين والأطفال الذين يعانون من صدمات شديدة (إساءة، حادث، إرهاب) أو صدمات خفيفة (تجارب سلبية في العائلة، في المجتمع، في المدرسة)، وكذلك من الفوبيا، نوبات الهلع، الخوف والقلق من الامتحانات، وغيرها. ويتوجب على المعالج أن يكون عاملاً في مجال العلاج النفسي وحاصلا على التخصص الخاص بهذه الطريقة.